يعتبر الطفل أن جميع ما يقوم به صحيح ولا يحق لوالديه التدخل في أمره أو منعه من سلوك ما، لهذا تجد الطفل يُلح على السلوك الذي يقوم به رغم العقاب الذي يتلقاه من الأهل ويتجه للعناد والمزاجية في إطاعة أوامر وطلبات والديه، واستمرار الأمر بهذا الشكل يجعل من الصعب على الوالدين التحكم بسلوكيات الطفل عند مرحلة معينة مما يدفعهم لاتخاذ الضرب والتهديد والحرمان وسيلة لتنفيذ طلباتهم.
وفي هذا الموضوع سنتحدث عن كيفية التعامل مع أخطاء الطفل دون اللجوء للعقاب والأذى النفسي الذي يلحق بالطفل بسبب ذلك.

*. ما هي الإجراءات اللازمة للتعامل مع أخطاء الطفل؟

يمكن تطبيق تقنية بسيطة جداً بهذا الخصوص للتعامل مع أخطاء طفلك دون صراخ أو عقاب، وهذه التقنية تجعل الطفل يستجيب للطلبات وتقضي على العناد والمقاومة التي تجدها من طفلك ويمكن تطبيق هذه التقنية على جميع الأعمار كونها فعالة وتترك أثر إيجابي بداخل الطفل، ويجب التركيز على السلوك الذي تريده من طفلك وتحديده وليس السلوك الخاطئ الذي لاتريده مثل أن يحل واجباته أو يقوم بغسل أسنانه، وتتمثل التقنية بأربعة أمور أولها:

  • ابتسم، أي واجه طفلك بابتسامة لأن الإبتسامة تقضي على ما يقارب 30% من مقاومة الطفل، مما يساعد الطفل على تفسير تعابير وجهك على أن الأمر التالي سيكون بعيد عن العقاب والغضب لهذا يطمئن الطفل لابتسامتك.
  • اقترب من طفلك وكأنك دخلت مساحته الشخصية مما يحرك بداخل الطفل الحياء والألفة والشعور بالأمان أكثر.
  • المس طفلك أو امسح على رأسه أو كتفه عدة مرات، هذا من شأنه أن يجعل طفلك يقترب منك أكثر، كما ويجعله أكثر قابلية للإستقبال لما ستطلبه.
  • مناداة طفلك باسمه الشخصي، في طبيعة الحال يتأثر الشخص عندما يسمع أحد ما يناديه باسمه، وهكذا الطفل تتحرك مشاعرهم كلما ناديتهم بأسمائهم، يشعر بأنه مرغوب بين أسرته ويعتز بكيانه الخاص.
  • بالنهاية اطلب من طفلك ولكن على الطريقة التوقعية مثل أن تقول أتوقع منك أن تستعد للنوم بعد خمس دقائق، عند قول كلمة أتوقع منك فإنها تعطي الطفل الوقت الكافي للإستعداد للأمر الذي تطلبه منه، لأنه من أساليب الإصطدام مع الأبناء أن يكون الطفل منغمس في أمر ما، فتقوم بإعطاء أمر أو طلب آخر دون تهيئة الطفل لذلك مما يجعله يعاندك ويرفض تنفيذ طلبك.

إن اتبعت تلك التقنية فهي حتماً لها فوائد مثل، إصلاح العلاقة بين الآباء والأبناء، كذلك خلق تحفيز داخلي لدى الطفل كلما أعطيته توقع مصحوب بمدة زمنية لاستعداده للطلب، بالإضافة إلى أن هذه التقنية البسيطة تعمل على تحريك الحياء كونه القيمة الضابطة للسلوك البشري، وفي حال فقد الأبناء الحياء والكرامة والتسامح فهذا يعني تدمر شخصياتهم، لذا جاءت هذه التقنية لتضبط سلوكيات الآباء مع الطفل عندما يقوم بالأمر الخطأ على عكس ما طلبوه وتجعلهم يحددوا الطلب ويركزوا على مايريدونه من الطفل.

No Comments

Leave a Comment

x