يعتبِر الطفل أسرته وبيته هي المكان والملاذ الآمن الوحيد الذي كلما لجأ له شعر بالراحة والسعادة، لكن سرعان ما يختفي هذا الشعور في حال مارس أحد الوالدين أو كلاهما أساليب العقاب بدلاً من الرعاية اللازمة للطفل، أو ممارسة أسلوب الحرمان والقسوة بدلاً من العطاء والحنان. مما يجعل الطفل يشعر بشكل سلبي يجعله يبحث عن مصدر رعاية وحماية بعيداً عن والديه كأن يميل الطفل لجده أو جدته لإشباع حاجته من الحب والإهتمام.
حسناً، ما الفرق بين الحرمان والرعاية في تربية الأبناء؟
يتمثل حرمان الطفل في شيئين ألا وهما:
1- حرمان الطفل من حقه، مثل حقه في اللعب، أو حقه في الأكل مع باقي أفراد الأسرة بسبب قيامه بسلوك خاطئ، أو حرمانه من حقه في الحماية.
2- حرمان الطفل من امتياز ما، وتكون الإمتيازات فوق الحق عادة مثل حرمانه من قطعة حلوى كانت تقدم له بعد الغداء،. أو حرمانه من مشاهدة الفيلم الكرتوني المفضل له، أو حرمانه من زيارة بيت جده أو الأقارب بسبب خطأ قام به الطفل.
أما بالنسبة للرعاية فهي تأتي بالمنع أيضاً ولكن الغرض منها حماية الطفل، مثل منع الطفل من اللعب على الجوال أو استخدامه لكن يكون ذلك بأسلوب يغلب عليه التفاهم بدون صراخ أو عقاب، كما وتقوم بشرح ذلك لطفلك أن ما قمت به هو بالفعل لحمايته، وفيما بعد سيكتشف الطفل أن ماقام به الوالدين كان لحمايته وليس بغرض المنع للعناد فقط.
*. وكيف تقوي علاقتك الإيجابية بأبنائك؟
على الآباء تعلم أسلوب الرأفة ويتمثل بِسِمَة الإحترام وتقبل الأبناء، وأسلوب الرحمة والذي يتمثل بسمة الحب، وأن يكون المربي حليماً لا يمارس اللوم ولا الضرب ولا الصراخ ولا العقاب ولا أن يستصغر أو يشتم وذلك يتمثل بسمة المدح وهو أهم أسلوب لتعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل والصبر والتأني في تربية الأبناء.
يكون الصبر والتأني من الوالدين مبني على التغافل بمعنى ألا يكون التركيز على الأخطاء وانتقادها، في حال تم التركيز على الخطأ فإن السلوك عند الطفل سيثبت ويصبح عادة مع الوقت خاصة في المرحلة العمرية التي تبدأ من 4 سنوات. تغافل طفلك وامدح محاولته وإن فشل، امدح ما تريد في طفلك مثل( ما أروعك حين تكون هادئاّ ومطيع)،( أحسنت، أنا فخور بك)، امدح شكله الخارجي( ما أجمل ابتسامتك ولباسك اليوم). في التغافل والمدح فأنت بذلك تحقق التربية الإيجابية.
استخدام الحوار مع الأبناء ( حوار صداقة) أي بعيداً عن كل أمور الدراسة والبيت بل تحدث في أمور عامة.
الإنصات للطفل دون التكلم أو مقاطعته لتوجيه النصح، نجد أن علاقة الأهل بأطفالهم تكبر بإنصاتهم لا بألسنتهم، وذلك لأن كثرة الكلام تجعل الأطفال يتمردون، لذا أنصتوا لأطفالكم في الصغر حتى ينصتوا لكم في الكِبر.
مدح الأبناء والثناء عليهم من أعظم الأساليب التي تعزز شخصية وسلوك الطفل الإيجابي، افتخر بهم وبوجودهم في حياتك.
على الوالدين أن يجعلوا الطفل يشعر أن وجوده في حياة والديه هو نعمة ومتعة لا كارثة أو عبء.
Leave a Comment