تبدأ حياة طفل ما قبل الروضة باكتشاف جميع ما حوله وفعل كل ما يحلو له، ونجده في معظم الأوقات يعاني من تغيرات مزاجية حادة وسريعة تجعله يفقد الشعور بالإستقرار بين أسرته، وكذلك يفقد استقراره النفسي مما يجعله يحزن ويفرح ويفضل العزلة في آن واحد، مما يجعل الآباء قلقين بشأن طفلهم ويجهلون كيفية التصرف مع تقلبات الطفل المزاجية وما السبب وراء تلك التغيرات التي أصابت الطفل، وهذا ما سنتعرف عليه ونتناول كيفية التعامل مع هذا الأمر.

*. إذاً، ما هي الأسباب وراء الطفل المزاجي وطرق التعامل معه؟

  • ضعف مفرداته التعبيرية، يكون الطفل عاجز عن وصف ما يشعر به أثناء مروره بمرحلة ضيق أو حزن، لذا على الآباء مساعدة أبنائهم بالكلمات لوصف ما يشعرون به وفهم التغير الحاصل.
  • السبب الآخر أن الطفل ليس لديه مفهوم الوقت، بمعنى أنه لا يدرك الوقت فعندما يخبره أحد والديه أنه سيلعب ساعة واحدة فهو لم يفهم المقصود بالساعة فينزعج الطفل ويتغير مزاجه، لذا من الأفضل أن تنبه الطفل أنك ستقوم بتشغيل منبه وعندما يرن المنبه هذا يعني أن الوقت انتهى، أو أن تخبره وأنت تشير لساعة الحائط أنه عندما يصبح مؤشر الساعة على الرقم كذا ستنتهي مدة اللعب، فالوقت ارتبط بمحسوس بصري مثل أن ينظر إلى الساعة أو سمعي من خلال سماعه رنين التنبيه.
  • ما يجعل الطفل مزاجي هو أن مشاعره لم تنضج بعد، بمعنى عند رؤية طفلك يشعر بضيق يفضل أن تتحدث إليه بلغة الأحاسيس لا المنطق لأنه لا يدرك المنطق، لذا جرب أن تخبره كم أنك تشعر بضيقه وهل يريد فعل شئ ما يزيل ضيقه ويمكنك احتضانه، هذا بدوره يخفف من حدة توتره وحزنه ويتجاوب مع إحساسك.
  • بالإضافة إلى الإنتقال المفاجئ بين سلوك وآخر، ما لم تقوم بتهيئة طفلك وإخباره بما عليه فعله سيؤدي ذلك إلى انزعاجه وتغير حالته المزاجية، مثل كأن تكون فترة اللعب لدى الطفل كل ما عليك هو إخباره قبل الإنتقال لممارسة السلوك الآخر إن كانت دراسة وإخباره بأن وقت اللعب انتهى وأصبح وقت الدراسة الآن، مما يجعل طفلك أقل انزعاجاً لأنه قد تهيأ بالفعل للإنتهاء من ممارسة اللعب وسيبدأ بممارسة الدراسة.
  • يمكن لعدم كفاية الطفل من النوم والأكل أن يسبب له تقلبات مزاجية سريعة وحادة بسبب الإضطراب في النوم وعادات الأكل غير المنتظمة أو الصحية، لذا يفضل أن ينام الطفل باكراً ويتم الإهتمام بنظام طعامه الصحي والمفيد مما يقلل من تقلباته المزاجية.
  • كما ويعد تأثر الطفل بالمزاج العام سبباً لكونه مزاجي ويعاني من تقلبات في المزاج، إذا كان وسط الأسرة الذي يعيش فيه الطفل متوتر دائماً ونجد الآباء يشعرون بالضيق طوال الوقت، فإن مزاج الطفل يتأثر بذلك لأن لديه حساسية عالية لقراءة الوجه وتعابيره ومعرفة الصوت، فمن الأفضل الحفاظ على المزاج العام بالبيت لتجنب معاناة الطفل من تلك التقلبات الحادة والمؤذية لاستقراره النفسي.

No Comments

Leave a Comment

x