بالعادة يستمتع الأطفال في اللعب وكل ما يساعدهم في تفريغ طاقتهم المكبوتة، لاسيما في مراحل عمرهم الأولى ما قبل الحضانة وبعدها. لكن في المقابل يوجد سلوكيات للطفل تعبر عن شئ ما داخله، بينما يفهمها الآباء على أنها سلوكيات خاطئة و بناء على هذا يجب معاقبة الطفل أو الصراخ عليه وتوبيخه باستمرار مما يؤثر سلباً على شخصية وسلوك الطفل، فيزداد عناده بتكرار الخطأ نفسه وهذا يعود لأسباب يجهلها الوالدين سنتعرف عليها معاً.

*. إذاً، لماذا يكرر الطفل الأخطاء نفسها؟
تعود الأسباب التي تكمن وراء تكرار الطفل للأخطاء نفسها في كل مرة إلى:

  • عدم اشباع احتياجات الطفل:
    الطفل بحاجة إلى الإهتمام المستمر والرعاية، فعندما يشعر بعدم الأمان والإهمال من قبل الوالدين فإنه يفعل سلوك يُغضب والديه ليلفت انتباههم وليس بقصد المشاغبة والعناد والإصرار على الخطأ. لذا من الأفضل أن يقوم كل من والديه برعايته وتوفير الحب والإهتمام الكافي بحيث يصبح مطيع وإيجابي كلما اهتم الوالدين بإشباع حاجاته النفسية والجسدية.
  • كذلك توقعات الوالدين العالية:
    لا يوجد من هو مثالي سواء كان طفل أو بالغ، جميعنا يخطئ ولكن الأهم أن ندرك الأخطاء ونقوم بإصلاحها، تماماً كما يحصل مع الطفل عندما يتوقع والديه أن يكون طفلاً مؤدباً مثالياً لا يخطئ ولا يشاغب أو يعاند. والصحيح أن الطفل يمكن أن يتعلم من أخطائه شيئاً فشيئ، على المربي أن يتوقع الخطأ من الطفل ويقوم بتوجيهه لما هو صحيح.
  • التعلم من الأخرين عن طريق التقليد:
    ما لم ينتبه أحد الوالدين على سلوكيات طفلهم السلبية، سيؤدي ذلك بدوره إلى انحراف سلوكيات الطفل عن المسار الصحيح وذلك بسبب إهمال سلوكياته التي يكون قد تعلمها من الآخرين أو من أقرانه، فالطفل يتعلم عن طريق التقليد والملاحظة وعلى الوالدين تنبيه الطفل وتوجيهه للسلوكيات الصحيحة.
  • مشاكل الإدراك والتأخر العقلي لدى الطفل:
    حين يعاني الطفل من مشاكل في الإدراك فهو حقاً لا يدرك مدى سلبية السلوك الخاطئ الذي يقوم به، قد يعاني الطفل من تشتت الإنتباه وعدم معرفة عواقب الفعل الذي قام به، هنا يجب الإنتباه لحالة الطفل وعرضه على مختص.
  • يقوم الطفل بتكرار الخطأ لعدم وجود قواعد وحدود داخل الأسرة:
    سيخطئ الطفل مراراً لعدم وجود قواعد واضحة يقوم باتباعها، ففي حال قام الآباء بتوضيح قاعدة ما للطفل مسبقاً لها وقت معين ويجب الإلتزام بذلك فإنه سيتقبل الأمر فيما بعد مثال:
    إذا كان الطفل يبكي لأنه يريد الجوال والأم ترفض طلبه فإنه سيعاند ويشاغب أكثر لعدم شرحك تلك القاعدة له مسبقاً فإن الطفل لن يتقبل ذلك بسهولة، وستتكرر محاولات البكاء والمشاغبة في كل مرة.
  • كذلك عندما يعاني الطفل من مشاكل جسدية فإن الخطأ الذي يقوم به خارج عن إرادته، في هذه الحالة يجب الصبر على الطفل ومعرفة المشكلة التي يعاني منها وعلاجها.
  • يقوم الطفل بتكرار الخطأ لشعوره بالملل:
    حين يشعر الطفل بالملل سيبحث عن شيء لإشغال وقته به وكذلك ليلفت الإنتباه له، لذا تجده يقوم بسلوكيات غير مرغوبة. من الأفضل أن نستغل أوقات فراغ الطفل بأمور تنمي مواهبه وتطور من قدراته، أو اللعب مع الطفل، أو الذهاب في نزهة، أو الحديث مع الطفل في أمر يحبه.
    كل هذه الأمور رغم بساطتها فهي تُسعد الطفل وتُشغل وقته بما هو مفيد وجميل.
  • في الختام تعتبر الغيرة وسوء التغذية من أسباب تكرار الطفل للأخطاء، بالطبع سيشعر الطفل بالغيرة من أخوه الذي يحظى باهتمام أكثر من الوالدين، خاصة إن كان أصغر منه سناً فالتمييز بين الأخوة يعتبر أحد الأمور المدمرة لشخصية الطفل مما يقود الطفل للقيام بسلوكيات غير طبيعية تعبر عن الإهمال الذي يعاني منه.

No Comments

Leave a Comment

x