تبدأ مرحلة العناد عند الطفل عادة من عمر سنتين وتبلغ ذروته في عمر 3 إلى 4 سنوات، وهذا ما يسبب صراع بين الأهل والطفل بسبب جهلهم أن العناد مكتسب بالفطرة وهو ليس سلوك ولا نقص ولا مرض يعاني منه الطفل إنما علامة من علامات النمو السليم، وتسمى مرحلة العناد (بمرحلة الضد، أو مرحلة كلمة لا)، بالتالي على الأهل ألا يشتكوا من عناد طفلهم بل عليهم القلق في حال أن الطفل لم يكن يعاند في هذا العمر لأن هناك علامة استفهام على نموه.

بما أن العناد مكتسب بالفطرة فهناك مهارات يكتسبها الطفل في مرحلة العناد، وعلى المربي أن يساعد طفله على اكتساب تلك المهارات أهمها:

  • الإستقلالية، وهذا يدل على تصرف الطفل وإصراره على فعل الأشياء بنفسه مثل أن يقوم بارتداء ملابسه لوحده، أو ان يأكل بنفسه دون مساعدة من أمه.
  • الإعتماد على الذات، في هذه المهارة يعتمد الطفل على نفسه دون مساعدة من الأسرة، وإن جهل الأهل بتلك المهارة سيدخلهم في صراع منطقي ولكن المنطق يعد غير واضح عند الطفل أي أنه لا يدرك الخطر أو ضياع الوقت، لذلك عندما يرتدي الطفل ملابسه بنفسه فإنه يحتاج لوقت أطول مما لو ساعدته والدته في ارتداء ملابسه، نجد الطفل فيما بعد ينمو وهو معتمد على نفسه، لذلك يجب أن تسنح الفرص أمام طفلك للتجربة والتعلم.
  • كذلك يكون الطفل قادر على اختبار القدرات، وهنا نوضح قيمة المبادرة، بقوله أنا أستطيع فعل هذا وذاك، مثل يستطيع أن ينزل عن السرير بمفرده، المبادرة تنمو مع الطفل وتكتسب بفطرة العناد لهذا تعد من أهم الركائز التي تساهم في بناء المجتمع.
  • بالإضافة إلى اكتساب مهارة بناء الذات، بمعنى أنه ينفصل عن أمه ولا يحتاج مساعدتها وكأنها مرحلة فطام عن حاجته لأمه، ويعد بناء وتقدير الذات مفتاح صقل شخصية الطفل وما ستكون عليه في المستقبل، و احترام الوالدين للطفل ودعمهم وتفهمهم له سينعكس عليه من الداخل، ويجعل منه شخصاً يحترم نفسه ويقدرها.
  • يعد التفكير أيضاً من المهارات التي يكتسبها الطفل في مرحلة العناد، حيث يبدأ الطفل بالتفكير إلى متى سيعتمد على والدته؟، لماذا لا يحاول ويجرب قدراته؟،
    فهذا يُظهر لولا أن الطفل بدأ يفكر لما ظهرت المهارات التي ذكرناها سابقاً.

لذا يجب التعامل بطريقة إيجابية مع الطفل في مرحلة العناد ليتسم بالشخصية القوية، بحيث إذا تم قمعه والتعامل معه بطريقة سلبية سيتوقف التفكير لدى الطفل بالتالي يصبح مجبول على اتباع أوامر أهله، وفيما بعد يصبح بحاجة لمن يفكر عنه.
كما نعلم أن السنوات الأولى مهمة في تكوين شخصية الطفل والذي يُضعف شخصيته هي البيئة المحيطة به، لذا يجب الإبتعاد عن كل ما يدمر شخصية الطفل مثل: ( اللوم، النقد، الإهانة، السخرية، العقاب والصراخ، الحرمان، التسلط، عدم الإنصات).

*. كيفية التقليل من حِدة العناد وليس كسر العناد تماماً:

  • استخدام لغة مناسبة مع الطفل، بحيث إذا استمر بقول لا على كل شئ، ضع خيارات للطفل ليختار من بينها وإن استمر بالرفض فاستخدم لغة الحوار إلى أن تصل لحل مشترك بينك وبين طفلك.
  • التقليل من الأوامر التي تجعله يكسر أوامرك في كل مرة، تجنب إعطاؤه أمر خلال مشاهدته لبرنامج كرتوني مفضل لديه، أو خلال وقت اللعب.
  • مدح سلوك الطفل الإيجابي، كما أسلفنا بالذكر أن الطفل لديه استقلالية في الرأي، لذا فتش عن سلوك إيجابي يفعله طفلك، كلما مدحت طفلك كلما قل عدد الأوامر التي يكسرها طفلك عناداً بك.
  • على الوالدين توضيح وشرح الغرض من الأمر، مثل أن تقول( أريدك أن تنام لترتاح وتستيقظ نشيط وتبدأ يوم جميل في الحضانة أو المدرسة)، كذلك توضيح ما المطلوب من الطفل وذلك من خلال الإبتعاد عن الأوامر المركَّبة لأنها تُفقد الطفل تركيزه، مثل( اذهب ارتدي بجامتك واذهب للسرير واقرأ قصة لتنام).
    بالإضافة إلى تعريف الطفل ما الفائدة من تنفيذ الأمر مثل( كلما ارتديت بجامتك بسرعة، وذهبت لسريرك، كلما وفرنا الوقت لنقرأ قصة ما قبل النوم).
  • عدم التنازل عن الأمر الهام والضروري الذي يتوجب على الطفل فعله، حتى لو استمر بقول لا إياك أن تتنازل لأن الطفل يعلم أنه إذا استمر بقول لا سيستسلم والديه ويتركونه وشأنه، إذاً لا تكسر العناد بعناد مثل( شرب الدواء ضروري لطفلك وإن قال لا أريد شربه، يجب ألا تتنازل عن ذلك لأنه أمر هام)، على الوالدين التحلي بمزيد من الصبر في مرحلة عناد طفلهم إلى أن يدرك الشئ الذي يصب في منفعته.

No Comments

Leave a Comment

x